عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”منْ لم يَسألِ الله يَغْضَبْ عليهِ“. [رواه أحمد في مسنده].
يروى أن جاءت امرأة إلى بقية الأندلس وقالت له : إن ابني قد أسرته الإفرنج وإني لا أنام الليل من شوقي إليه , فليس لي ليل ولا نهار , ولا صبر ولا قرار , فقال : انصرفي حتى ننظر في ذلك إن شاء الله .. وأطرق الشيخ وحرك شفتيه يدعو الله لولدها بالخلاص وذهب , فما كان غير أيام حتى جاءت المرأة وابنها معها فقالت : اسمع خبره يرحمك الله .. فقال : كيف كان أمرك ؟ قال : إنني كنت فيمن يخدم الملك ونحن في القيود , وبينما أنا ذات يوم أمشي سقط القيد من رجلي , فأقبل علي الموكل بي فشتمني وقال : أفككت القيد ؟ قلت : لا , قال : من فك القيد من رجليك ؟ فقلت : والله لا أدري , ولكن سقط ولم أشعر .. فجاءوا بالحداد فأعدّوه مرة أخرى وسمّر مسماره وقيّد رجله , يقول : ثم قمت فسقط مرة أخرى , قال فسألوني :هل لك والدة ؟ قلت : نعم , قالوا : اتركوه وأطلقوه فإن خلف هذا دعوة مستجابة .. يقول : فأطلقوني .. فسأله الشيخ عن الساعة التي سقط فيها القيد , فإذا هي نفس الساعة التي دعا له فيها الشيخ .
وكما دعاه عبده يونس فجاءه الجواب :
{ فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } فماذا كانت الإجابة ؟ اسمعوا الإجابة .. قال الله تعالى { فاستجبنا له } استجاب الله له بعد أن سمعت الملائكة صوته وقالت : صوت معروف من عبد معروف .. ناداه في ظلمات ثلاث في ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت فسبحان من سمعه من قعر البحار وهو على عرشه واحد قهار ! { يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن } .. أين أنتم يا أهل الحاجات ؟ أين المرضى ؟ أين المستضعفون ؟ لماذا طرقتم الأبواب كلها ونسي الكثير منكم باب الله ؟
وأنشد القائل:
لا تَسأَلنَّ بنَيَّ آدم حاجةً وسلِ الذي أبوابه لا تحجبُ
اللهُ يغضبُ إن تركت سؤاله وبنيّ آدم حين يُسأل يغضبُ